برج قليبية.. معلم يعاني الإهمال تحوّل إلى وكر للمنحرفين
أكّد محمد حميدة ناشط بالمجتمع المدني بمدينة قليبية في تصريح لموزاييك اليوم الجمعة 17 ماي 2024، عدم وجود إنارة في برج قليبية المعلم التاريخي الأبرز بالمدينة، بعد تعرّض المصابيح المركزة السنة الفارط بمجهود تطوعي إلى التهشيم والسرقة، علاوة على الإهمال وانتشار النباتات الطفيلية بين مفاصل صخور الجدار.
ولفت حميدة إلى أن برج قليبية يعاني الاهمال من الصرح إلى المسلك المؤدي له "فالمساحة الغابية ليست وليدة سنة أو اثنتين بل منذ عدة سنوات تعاقب فيها مسؤولين كثر من وكالة إحياء التراث ووزارة الثقافة دون أن ينفذوا برنامج صيانة وترميم ناجع يحفظ المعلم ويثمنه ضمن الموروث الحضاري للجهة وللبلاد التونسية".
من جهته قال الناشط المدني هيثم محفوظ إن تراكم الإهمال يهدد المعلم الأثري وزواره والسكان المتاخمين للبرج بفعل عدم استكمال أشغال المسلك الصحي علاوة على انتشار الأعشاب الطفيلية وامتدادها.
وطالب المتحدثان بتوفير حارسين للبرج ليلا ونهارا كما طالبا مسؤولي وزارة الداخلية والثقافة ووكالة إحياء التراث بالتدخل العاجل لصيانة وترميم وحماية البرج.
واعتبرا ان برج قليبية بات مرتعا للكلاب السائبة والحيوانات فضلا عن تحوله إلى وكر للمنحرفين الذين يقيمون سهرات ليلية ويشعلون النيران في زوايا البرج.
ويمكن لزائر برج قليبية أن يلاحظ انتشار مواقد الطين "طابونة" على جنبات المسلك لعائلات استوطنت قرب البرج وتنشط في بيع الخبز المنزلي مما جعل تلك المواقد تشكل خطر وتهدد بنشوب حرائق على غرار ما حدث منذ صائفتين.
ويذكر أن برج قليبية قلعة أسسها يونانيو صقلية نهاية القرن الرابع قبل الميلاد على قمة هضبة صخرية مطلة على البحر واحتلها القرطاجنيون لتصبح حصنا عسكريا تعاقبت عليه الحضارات والحروب ولم يسقط .
وفي التاريخ الحديث تعد القلعة أو برج قليبية وجهة سياحية بارزة وثقافية احتضنت عدة عروض موسيقية وفنية وكان يمكن تسجيلها على لائحة التراث العالمي وإدراجها في المسلك السياحي الرسمي للمدينة ولكن الإهمال داهمها، وفق قول محفوظ وبن حميدة.
*سهام عمار